انتهت المواجهة المرتقبة بين إنتر ميلان وضيفه روما بالتعادل السلبي بدون أهداف في افتتاح المرحلة الثالثة من دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم في المباراة التي جرت اليوم السبت على ملعب جوزيبي مياتزا في مدينة ميلانو.
وتواصلت بذلك معاناة الفريقين حيث كانا قد افتتحا البطولة بشكل سيئ عندما سقط روما على أرضه أمام كالياري (1-2) بينما لقي إنتر ميلان خسارة قاسية خارج ملعبه أمام باليرمو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
وهذه هي المواجهة الرابعة على التوالي للإنتر التي يفشل خلالها في تحقيق الفوز، حيث افتتح الموسم بالخسارة أمام ميلان (1-2) في مباراة تحديد بطل كأس السوبر الإيطالية، ثم سقط أمام باليرمو في انطلاق منافسات الدوري الإيطالي قبل أن يلقى هزيمة مدوية وشديدة الغرابة على أرضه ووسط جمهوره أمام طرابزون التركي بهدف دون رد في إطار المرحلة الأولى من دور المجموعات ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا.
الشوط الأول
دخل الفريقان اللقاء بحذر شديد خوفاً من تلقي أياً منهما هدفاً مبكراً يصعّب من مهمته في المباراة ، وكان إنتر ميلان هو البادئ بالهجوم عن طريق نجمه ولاعب وسطه الهولندي ويسلي سنايدر الذي أطلق ركلة حرة مباشرة من على حدود منطقة جزاء روما اصطدمت بالحائط البشري وذهبت إلى ركلة ركنية في الدقيقة 12.
وبدا أن اللقاء سيكون عصيباً على روما ومدربه الإسباني لويس أنريكي حيث تعرض الفريق لضربة قوية بعد أن أصيب حارسه الهولندي الدولي مارتين ستيكلينبرغ إصابة خطيرة وخرج محمولاً على نقالة بعد أن ثبت ضمادة على رقبته فأجرى فريق العاصمة الإيطالية التغيير الأول الاضطراري بخروج ستيكلينبرغ ونزول الحارس الروماني بوغدان لوبونت في الدقيقة 18.
ووضح بعد مرور الدقائق العشرين الأولى أن إنتر هو الفريق الأكثر سيطرة على مجريات اللعب والأقرب لإحراز هدف التقدم، بينما لجأ لاعبو روما إلى الانكماش والاعتماد على الهجمات المرتدة، معتمدين على خبرة توتي الكبيرة في إهداء التمريرات السحرية للمهاجمين.
كادت إحدى هدايا توتي أن تسفر عن الهدف الأول لروما عندما أرسل النجم الإيطالي الكبير تمريرة بينية رائعة إلى المهاجم فابيو بوريني المتواجد داخل منطقة جزاء إنتر دون أي رقابة فأطلق الأخير تسديدة مباشرة ذهبت إلى خارج الملعب على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى الحارس البرازيلي سيزار في الدقيقة 29، وجاء الرد سريعاً من جاب إنتر عندما مرر زانيتي كرة عرضية متقنة وصلت إلى الوافد الجديد على الفريق دييغو فورلان الذي ارتقى للكرة وسددها مباشرة ذهبت إلى خارج الملعب في الدقيقة 33.
مع نهاية الشوط الأول هدأ إيقاع اللعب تماماً وانخفض عطاء الفريقين وخاصة إنتر الذي وضح مع مرور الوقت أنه لازال متأثراً من سقوطه المدوي على أرضه أمام طرابزون التركي مساء الأربعاء الماضي.
وبعد مرور ثلاث دقائق من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع أطلق مازوليني حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
استهل إنتر ميلان الشوط الثاني مهاجماً بقوة بحثاً عن إحراز هدف التقدم الذي تأخر كثيراً خاصة أنه يلعب على أرضه ووسط جمهوره وفي الدقيقة 50 انبرى سنايدر إلى ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء روما من الجانب الأيسر فأرسلها رائعة على رأس ميليتو الذي طار لها برشاقة وسدد الكرة برأسه ذهبت إلى خارج الملعب وسط ذهول وحسرة أصحاب الأرض.
من جديد، انطلق لاعبو روما مهاجمين في محاولة جديدة لتسجيل ثاني أهدافهم في البطولة، وفي الدقيقة 55 تعرض التشيلي بيزارو لعرقلة من جانب كامبياسو على حدود منطقة جزاء الإنتر فاحتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة انبرى لها البوسني بيانيتش إلا أنه سددها بغرابة فوق العارضة.
شعر غاسبريني مدرب إنتر ميلان أن فريقه بحاجة إلى تنشيط الجانب الهجومي خاصة بعدما ندرت الهجمات على مرمى فريق العاصمة الإيطالية إلى حد كبير فأجرى التغيير الأول بالدفع بالمهاجم الأرجنتيني ماورو زاراتي بدلاً من مواطنه ميليتو.
وكاد زاراتي "لاعب السد القطري سابقاً" أن يكافئ غاسبريني على الدفع به في الدقيقة 65 عندما مر بمهارة فائقة من مدافعي روما على حدود منطقة الجزاء ثم أطلق قذيفة صاروخية ذهبت على بعد سنتيمترات قليلة من الحارس الروماني لوبونت.
انتفض روما عقب هذه الهجمة وانطلق لاعبوه مهاجمين بقوة بغية إحراز هدف مباغت، وساعدهم على ذلك الانكماش المفاجئ للاعبي إنتر الذي أصبح اعتمادهم بشكل أساسي على الهجمات المرتدة السريعة التي قادها بشكل دائم سنايدر ولكن دون خطورة حقيقية على مرمى الضيوف.
في الدقيقة 86 كان الجميع على موعد مع أخطر فرص اللقاء على الإطلاق عندما وصلت الكرة إلى زاراتي على حدود منطقة الجزاء من الجانب الأيمن، فمر بمهارة رائعة من قلب دفاع روما الدنماركي كيار ثم أرسل تمريرة داخل منطقة الجزاء إلى سنايدر فأطلق الأخير تسديدة مباشرة ارتدى لها الحارس البديل لوبونت قفاز الإجادة وأخرجها لركلة ركنية مضيعاً على الفريق الملقب بـ" نيراتزوري" فرصة التقدم في الوقت القاتل.
تواصلت الهجمات الخطيرة لإنتر وكاد البديل البرازيلي جوناثان أن يحرز هدف التقدم بعدما وصلته تمريرة داخل منطقة الجزاء فسددها مباشرة اصطدمت بجسد المدافع، ثم واصل أصحاب الأرض ضغطهم المستميت بحثاً عن هدف الفوز، وفي الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع أطلق سنايدر تسديدة يائسة إلا أن لوبونت أنقذ عرينه من جديد فانتهى اللقاء بالتعادل السلبي لتتواصل معانات إنتر ميلان الذي فشل في تحقيق الفوز في المباراة الرابعة على التوالي.
وبشكل عام يمكن القول إن فريق إنتر ميلان الذي أبهر العالم عام 2010 بعد أن سيطر على معظم الألقاب والبطولات أصبح يواجه أزمة كبيرة جداً وصعوبة شديدة في إحراز الأهداف أو على الأقل تهديد مرمى الضيوف بسبب ابتعاد معظم نجومه ولاعبيه الأساسيين عن مستواهم المعروف وفي مقدمتهم ميليتو وسنايدر وزانيتي وعدم انسجام المهاجم الأوروغواياني فورلان أفضل لاعب في مونديال 2010 مع الفريق بشكل كامل هذا بالإضافة إلى وضوح التأثر الشديد بفقدان مهاجم الفريق وهدافه السابق الكاميروني صامويل إيتو الذي رحل إلى إنجي الروسي في صفقة انتقال هي الأغرب على الإطلاق هذا الموسم.
وفي مباراة ثانية ضمن المرحلة ذاتها، حقق كالياري فوزه الثاني فانفرد بالصدارة مؤقتاً برصيد ست نقاط، بعد تغلبه على ضيفه نوفارا الصاعد حديثاً إلى الأضواء بهدفين سجلهما البرازيلي تياغو ريبيرو من ضربة رأس في الدقيقة 38 والأرجنتيني خواكين لاريفاي في الدقيقة 87 مقابل هدف للياباني تاكايوكي موريموتو في الدقيقة 88.
تشكيلة روما
لحراسة المرمى : مارتين ستيكلينبرغ (بوغدان لوبونت)
للدفاع : سيموني بيروتا - سايمون كيار- نيكولاس بورديسو- رودريغو تادي
للوسط : دانييلي دي روسي - دافيد بيزارو - ميراليم بيانيتش
للهجوم : توتي – أوزفالدو – بوريني
تشكيلة إنتر ميلان
لحراسة المرمى : جوليو سيزار
للدفاع : لوسيو - والتر صامويل - أندريا رانوتكيا
للوسط : خافيير زانيتي - ويسلي سنايدر - يوتو ناغاتومو - إستيبان كامبياسو - جويل أوبي
للهجوم : دييغو فورلان - دييغو ميليتو