■■ فاز الريال الملكي بكأس السوبر الاسباني ، بعد أن حقق الفوز بملعبه في السانتياجو برنابيو على برشلونة 2/1 ، ولإنه كان قد خسر بفارق هدف وحيد في لقاء الذهاب في الكامب نو 2/3 ، فقد استفاد من فارق التسجيل خارج ملعبه ، وإستحق الفوز والكأس والتتويج وحل عقدة التفوق التي ألحقها به البارسا في السنوات الأربع الماضية ، حتى لو كان قد فاز الموسم الماضي بالليجا .
■■ قلت في مقالي السابق بعد مباراة الذهاب أن الريال أقرب للقب ، ولم يكن صعباً على أي متابع عادي أن يستنتج ذلك ، لتسجيل الريال هدفين في الكامب نو ، ولكني كنت ألمس روح التحدي في نفوس لاعبي الريال لإستعادة حالة توازنهم أمام البارسا في مباريات الكلاسيكو ، وكنت أضع خبرة مدرب البارسا في الميزان!.
■■ كان الريال مثيراُ للإعجاب وجديراً باللقب ، لإن الفريق ومدربه مورينيو لعبوا " من القلب" ، بتصميم وعناد وإرادة كبيرة للفوز والتتويج ، لإزالة آثار التفوق البرشلوني في حقبة طويلة ، وتعويض بدايتهم الهزيلة في الدوري ، ولإنهم أرادوا الفوز ، فقد هاجموا بمنظومة فعالة في الشوط الأول ، وخلخلوا دفاعات البارسا التي تفتقد القائد بويول ، وسجلوا مرتين وفرطوا في أكثر من فرصة لمضاعفة تفوقهم ، وكان طرد ادريانو مدافع البارسا عاملاً إضافياً لتسهيل مهمة الريال ، ويبدو أن هيجواين وكريستيانو رونالدو قد إعتادا التسجيل في مرمى البارسا ، ولكن ميسي الذي إعتاد هو الآخر التسجيل في مرمى الريال رفض أن تمر المناسبة من دون أن يثبت حضوره.
■■ في مباراة الذهاب ، قلت أن كلاسيكو العالم لم يقدم لنا سوى بعض المتعة ، ولكن مباراة الإياب ، منحتنا قدراً أفضل بكثير من المتعة والدهشة سواء من الريال ونجومه بموجاتهم الهجومية وتركيزهم في الشوط الأول ، أو البارسا وفرسانه في الشوط الثاني ، حينما رفضوا الاستسلام ولعبوا بثقة وسيطرة بطريقتهم المعهودة في الاستحواذ والخلخلة ولولا تألق كاسياس الرهيب في إنقاذ مرماه من عدة انفرادات - وخاصة من بيدرو لكان يمكن أن تشهد المباراة نتيجة أخرى ، الغريب أن العيوب والثغرات والانفلات الدفاعي للبارسا تحسن كثيراً في الشوط الثاني رغم النقص العددي والتركيز الهجومي .
■■ الحضور التكتيكي هذه المرة لمورينيو وفيلانوفا كان أكثر وضوحاً ، وخاصة لمورينيو ، الذي استطاع التنويع في كل من شوطي المباراة ، حيث لعب 4/2/3/1 في الشوط الاول بشكل هجومي مركز ، وتحولت في الشوط الثاني إلى 4/4/2 أو 4/5/1 الدفاعية مع الاعتماد على المرتدات ، ولم يجد مورينيو أي عيب أن يتراجع للدفاع ، للاحتفاظ بالفوز وإستعادة كأس السوبر ونشوة الثقة لبطل الليجا امام البارسا .
■■ أما فيلانوفا ، فرغم حداثة خبرته بالقيادة الفنية المنفردة ، فقد وضحت شخصيته في التماسك في الشوط الثاني والإصرار على طريقة "التيكي تاكي" رغم النقص العددي ، ولكنه دائما يعاني من إصابة أو غياب أي لاعب أساسي ، مثل بويول الذي يبدو غير مكتمل اللياقة او الثقة في رأي فيلانوفا ،أو الفيش أو غيرهما . ولاشك أن الخسارة وضياع اللقب ، تعتبر ضربة وهزة لفيلانوفا في بداية عهده مع الفريق ، ولكن لا يزال أمام المدير الجديد - متصدر الليجا - بعض الوقت لإكتساب خبرة المواقف الصعبة في المباريات والظروف المفاجئة، وارجو أن يجد الدعم من إدارة النادي والجماهير ونجوم الفريق بعد ضياع أول لقب برشلوني في عهده ، وعموما فهو ما يزال على المحك لإثبات وجوده !