أفسد فالديز فرحة جماهير البارسا رغم تحقيق برشلونة الفوز على غريمه ريال مدريد 3-2 بالكلاسيكو في مباراة الذهاب لكأس السوبر الأسباني ، التي أقيمت بينهما بملعب الكامب نو معقل الفريق الكتالوني ، وينتظر الفريقان لقاء العودة الذي سيقام يوم 29 أغسطس الجاري ، بملعب سانتياجو برنابيو معقل النادي الملكي لحسم اللقب .
جاءت المباراة أشبه بالسيرك الكروي وخاصة في الشوط الثاني ، الذي قدم فيه الفريقين جميع المهارات من ألعاب الرشاقة إلى فقرة الساحر ، ولعبة الترابيز بينما حاول تيتو ومورينيو ترويض وحوش كل فريق من خارج الخطوط ، أحرز لبرشلونة بيدرو (د 56 ) وميسي من ركلة جزاء (د 70 ) وتشافي (د 78 ) بينما أحرز للريال رونالدو (د 55 ) ودي ماريا (د 85 ) من خطأ غريب لفالديز حارس برشلونة .
الهادئ تيتو فيلانوفا المدير الفني للبارسا ، أدرك جيدا قبل اللقاء أن المواجهة تعتبر الإختبار الحقيقي له .. فرغم فوزه بخماسية منذ أيام على ريال سوسييداد في إفتتاح الدوري ، إلا أن الكلاسيكو شيء اَخر كما أنه يحاول تقديم أول بطولة كهدية للجمهور الكتالوني من خلال الحفاظ على اللقب الذي حققه الفريق الموسم الماضي ، وذلك بتحقيق إنتصار جيد في الكامب نو قبل لقاء العودة ، ولذلك أجرى تغييرات بين البدلاء والأساسيين عن لقاء سوسييداد بالدفع بأدريانو كظهير أيسر بدلا من جوردي ألبا ، دفع بجيرارد بيكي منذ البداية بدلا من بويول سانشيز بدلا من تيو ولعب بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي ميسي وألكسيس سانشيز وبيدرو ومن خلفهم ثلاثي الوسط تشافي وانييستا وبوسكيتس .
أما الثعلب المتفرد جوزيه مورينيو المدير الفني للريال ، فرغم محاولة تقليله من أهمية بطولة السوبر قبل اللقاء ، إلا أنه يعلم معنى الكلاسيكو بعيدا عن الألقاب ، ويدرك حلاوة الفوز في الكامب نو والذي حققه بعد طول غياب في نهاية الليجا الموسم الماضي ، ولذلك حاول التغلب على المتاعب التي واجهته قبل المواجهة بغياب بيبي قلب الدفاع المصاب ، ودفع بألبيول بدلا منه وطالب لاعبيه بنسيان التعادل المخيب في إفتتاح الليجا أمام فالنسيا بالبرنابيو، ولعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 ولكنه أجرى تغييرات على تشكيلته التي واجهت فالنسيا حيث دفع بكريم بنزيمة بدلا من هيجوين منذ البداية ، ومن خلفه الثلاثي رونالدو ، وأوزيل ، ودفع بكايخون بدلا من دي ماريا .
أولى فقرات السيرك الكروي قدمها جوزيه مورينيو بترويض وحوش برشلونة من خلال تضييق المساحات بين خطوط فريقه وخاصة بين خطي الدفاع والمنتصف حتى لا يجد لاعبو البارسا مساحات لتنفيذ ألعابهم المهارية فلم يقدموا المتعة المعتادة منهم في الربع ساعة الأولى .. بينما وضحت الرؤية الهجومية للريال بالإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة مستغلا قدرة رونالدو وكايخون على نقل الهجمة في ثواني قليلة .
أمام هذا التكتيك لم يقف فيلانوفا متفرجا بل أعطى تعليماته بضرورة الضغط من جانبي الملعب فأجاد داني ألفيس من الجهة اليمنى ولعب بجوار الخط الجانبي كالذي يجيد السير على الحبل وأجبر رونالدو على العودة للخلف لتنعدم الخطورة من الجبهة اليسرى للريال ولعب ألفيس عرضية متقنة لميسي فسددها بقدمه اليسرى لتمر بجوار القائم الأيمن مهدرا أول فرص اللقاء في الدقيقة 19 .
سيطر لاعبو النادي الكتالوني على منطقة المناورات وحاولوا تحطيم الصخور الدفاعية للنادي الملكي من خلال التمريرات القصيرة المتقنة وكاد ميسي أن يلقى كلمة الإفتتاح في المباراة عندما راوغ أكثر من لاعب في الدقيقة 29 ولكنه سددها بجوار القائم الأيسر وأمام السيطرة الكتالونية لجأ الريال للكرات الأمامية والتي كاد بنزيمة أن يستغل إحداها في الدقيقة 31 ولكن دفاع البارسا حول الكرة لركنية قبل أن تشكل خطورة على المرمى ورد بيدرو مهاجم برشلونة بعدها بدقيقتين بقذيفة قوية حولها كاسياس حارس الريال لركنية .
أحداث الشوط الأول كشفت عن رغبة مورينيو في الإعتماد على دفاع المنطقة ومحاولة خطف هدف من خلال كرة مرتدة ولكن إرتداد لاعبي الريال لم تمكنهم من تنفيذ الهجمات السريعة وخاصة بعد الدور الدفاعي لخط المنتصف حيث غاب أوزيل وكايخون ورونالدو عن التواجد الهجومي .. بينما لم تتغير إستراتيجية فيلانوفا معتمدا على التمريرات السريعة في منتصف الملعب والضغط من الجانبين وهو ما نجح فيه ولكن يقظة دفاع الريال لم يمكن رفاق ميسي من إحراز أهداف .
مع مطلع الشوط الثاني وضحت تعليمات مورينيو المدير الفني للريال بين شوطي المباراة للاعبي المنتصف بضرورة التقدم للأمام وعدم الإستسلام للضغط الكتالوني وهو ما حدث حيث تقدم أوزيل وكايخون ورونالدو الذي يجيد ألعاب الهواء مثل لاعب الإكروبات في السيرك وفي الدقيقة 55 يرسل أوزيل عرضية متقنة من ركنية يرتقي لها فتى الريال الشقي رونالدو ويضعها برأسه على يسار فالديز حارس البارسا محرزا الهدف الأول ومعلنا عن وجوده بقوة في الشوط الثاني بعدما إختفى في الأول .
لم تصمت الأسود الكتالونية طويلا وزأرت سريعا فلم تمر سوى دقيقة واحدة حتى أرسل تشافي لاعب وسط برشلونة كرة أمامية خلف المدافعين إستقبلها السريع بيدرو وسددها بيمينه على يمين كاسياس محرزا هدف التعادل سريعا .. وبعدها فتح السيرك الكروي أبوابه للمتعة والإثارة على مصراعيه فيتألق رونالدو وأوزيل في نقل الهجمات والضغط على دفاعات البارسا وهو ما لم يحدث في الشوط الأول ومن الجانب الأخر يواصل داني ألفيس وإنييستا محاولاتهم الهجومية ويدفع مورينيو بهيجوين بدلا من بنزيمة لتنشيط الهجوم .
كان للمهارات الفردية دورا في اللقاء فهي دائما الحاسمة في الأوقات العصيبة حيث راوغ إنييستا بمهارة راموس مدافع الريال داخل منطقة الجزاء ولم يجد الأخير حلا سوى عرقلته داخل المنطقة ليحتسب كارلوس جوميز حكم اللقاء ركلة جزاء يتصدى لها ميسي وسددها على يسار كاسياس محرزا هدف التقدم لبرشلونة ويدفع تيتو فيلانوفا باللاعب تيو بدلا من سانشيز لتنشيط منتصف الملعب .
دائما في السيرك يقدم ميسي فقرة الساحر بمراوغاته المهارية ولكن في لقاء الليلة ترك الفقرة ليقدمها إنييستا في الدقيقة 78 عندما راوغ أكثر من لاعب ومرر بينية متقنة لتشافي الذي وضعها بسهولة على يسار كاسياس محرزا الهدف الثالث .
لم يجد مورينيو حلا سوى الدفع بدي ماريا ومارسيلو لتنشيط الهجوم في محاولة لتقليل النتيجة قبل لقاء العودة وبالفعل يستغل دي ماريا خطأ من فالديز حارس برشلونة وضغط عليه وإستخلص الكرة ووضعها في المرمى محرزا الهدف الثاني للريال في الدقيقة 85 ويحاول لاعبو النادي الملكي التعادل قبل نهاية اللقاء ولكن صافرة الحكم تسبق تحقيق أمنيتهم .