أحمد النفيلي
استهل المنتخب الروسي حملته في كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة بتحقيق فوز ثمين على نظيره التشيكي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة التي جرت على الملعب البلدي في مدينة فروتسواف البولندية في الجولة الأولى من المجموعة الأولى للبطولة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بداية من اليوم وحتى الأحد الأول من تموز / يوليو القادم.
افتتح المنتخب الروسي التسجيل في اللقاء عن طريق لاعبه ألان دزاغوييف في الدقيقة 15، ثم أضاف رومان شيروكوف الهدف الثاني للمنتخب الأحمر في الدقيقة 24، قبل أن يقلص فاتسلاف بيلار الفارق بتسجيله هدف جمهورية التشيك الوحيد في الدقيقة 52، وفي الدقيقة 79 أضاف دزاغوييف الهدف الثاني له والثالث لمنتخب بلاده قبل أن يختتم رومان بافليوتشينكو مهرجان الأهداف الروسية بإحرازه الهدف الرابع والأخير في الدقيقة 82.
وهذا هو الفوز السابع لروسيا على جمهورية التشيك، إذ إن المنتخبين كانا قد التقيا سابقاً في ثلاث عشرة مواجهة انتهت اثنتان منها بفوز التشيك، فيما حقق الدب الروسي الفوز في ست مواجهات فيما تعادل الفريقان في خمسة لقاءات، وكان قد سجل المنتخب التشيكي 15 هدفاً في شباك روسيا أصبحت (16)، فيما أحرز الروس 24 هدفاً في شباك التشيك أصبحت (28).
وفي إطار نهائيات كأس الأمم الأوروبية تواجه المنتخبان من قبل في مباراة واحدة في كأس الأمم الأوروبية العاشرة عام 1996 في إنكلترا وتحديداً في مدينة ليفربول وذلك ضمن مباريات المجموعة الثالثة وانتهى اللقاء بتعادل مثير بثلاثة أهداف لكل منهما، علماً بأن منتخبي تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي كانا قد التقيا في نصف نهائي البطولة الأولى عام 1960 وانتهى اللقاء بفوز السوفييت بثلاثية نظيفة.
الشوط الأول
بدأ المنتخبان الحصة الأولى من اللقاء بحماس واضح وبهجوم متبادل غاب عنه التركيز فتعددت التمريرات الخاطئة حتى حصل المنتخب التشيكي على ركلة ركنية في الدقيقة الثالثة انبرى لها لاعب الآرسنال توماس روزيكي ولعبها بإتقان إلا أن كرته لم تستغل.
وبدا أن المنتخب التشيكي هو الأكثر خطورة مع مرور الدقائق الأولى، وفي الدقيقة الخامسة حصل التشيك على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء الروسية لُعبت على رأس المدافع هوبنيك الذي سدد الكرة برأسه فوق العارضة، ووضح أن المنتخب الروسي يتعمد الانكماش والدفاع المنظم بحثاً عن استدراك التشيك والانطلاق من ثم بهجمات خاطفة.
وبالفعل وعكس اتجاه اللعب تماماً نجح المنتخب الروسي في إحراز هدف التقدم الخاطف من هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 15 انطلق في بدايتها الظهير أليكسندر أنيوكوف وأرسل كرة عرضية رائعة على رأس كيرجاكوف الذي ارتقى لها وسددها قوية برأسه فارتدت من القائم الأيسر إلى القادم من الخلف لاعب الوسط ألان دزاغوييف الذي سددها مباشرة في المرمى معلناً تقدم المنتخب الروسي بهدف نظيف.
أصاب الهدف الأول للروس لاعبي المنتخب التشيكي بالارتباك وانفتحت دفاعاتهم، وكاد دزاغوييف أن يضيف الهدف الثاني من انفراد تام بمرمى الحارس العملاق تشيك، إلا أنه سدد الكرة إلى خارج الملعب مضيعاً على بلاده فرصة ذهبية لقتل المباراة مبكراً في الدقيقة 18.
انطلق لاعبو التشيك مهاجمين بقوة بحثاً عن إدراك التعادل سريعاً قبل أن تتعقد الأمور، وهو ما أثر على تمركزهم الدفاعي فانفتحت المساحات بشدة وانكشف مرمى الحارس تشيك تماماً، وفي الدقيقة 24 ومن هجمة خاطفة وصلت الكرة إلى آرشافين الذي توغل بثقة ثم أرسل تمريرة بينية للاعب الوسط رومان شيروكوف القادم من الخلف فانفرد الأخير بالمرمى وأودعها الشباك بمهارة فائقة محرزاً الهدف الثاني للمنتخب الروسي الذي وضح جلياً أنه لا يرسل رسالة تحذير إلى منتخبات المجموعة الأولى فقط، بل إلى منتخبات البطولة بوجه عام.
حاول المنتخب التشيكي أن ينتفض سريعاً ويقلص الفارق وفي الدقيقة 26 أطلق المدافع كادليتش تسديدة أرضية زاحفة ارتدى لها الحارس مالافيف قفاز الإجادة وأمسكها باقتدار، وسريعاً انطلق المنتخب الروسي بهجمة مرتدة انتهت عند المتألق آرشافين الذي توغل من الجهة اليمنى ثم أرسل كرة عرضية رائعة مرت من الجميع بغرابة.
ووضح تماماً أن هناك فارقاً كبيراً بين إمكانيات المنتخبين الخططية والبدنية فالمنتخب التشيكي كلما هاجم بغية تضييق الفارق يجد نفسه مضطراً للانكماش السريع نتيجة الهجمات المرتدة الروسية الخاطفة، وفي الدقيقة 33 ومن إحدى هذه الهجمات وصلت الكرة مجدداً إلى آرشافين الذي مررها إلى دزاغوييف فأرسلها الأخير سريعاً إلى كيرجاكوف الذي سددها مباشرة فذهبت فوق العارضة وسط ذهول مدافعي التشيك بسبب التحول الخاطف من الدفاع إلى الهجوم للمنتخب الروسي وتبادل المراكز المستمر الذي جعل من الرقابة الفردية على لاعبي روسيا أمراً بالغ الصعوبة.
مع التفوق الواضح للمنتخب الروسي في معظم الشوط الأول فإن لاعبي التشيك لم يصابوا باليأس وتعددت محاولاتهم لتضييق الفارق قبل الذهاب إلى الاستراحة، وحاول الظهير الأيمن غيبري سيلاسي مراراً وتكراراً الاختراق وإرسال كرات عرضية لمهاجمي الفريق إلا أن الضغط الروسي المستمر أفسد معظم محاولاته كما حاول لاعب الوسط بيتر غيراسيك التسجيل عن طريق التسديدات بعيدة المدى إلا أن كراته لم تكن دقيقة على النحو الكافي ولم تشكل أي تهديد على مرمى مالافيف.
وبعد أن أضاف دقيقتين بدلاً من الوقت الضائع أطلق حكم اللقاء الإنكليزي هاوراد ويب صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم مستحق للدب الروسي بهدفين دون رد.
الشوط الثاني
واصل المنتخب الروسي هجومه الكاسح مع بداية الشوط الثاني، ففي الدقيقة 49 ذهبت الكرة إلى آرشافين في أقصى الجانب الأيمن فتسلمها بهدوء يحسد عليه ثم مر بسرعة فائقة من مدافعي التشيك ثم أرسل كرة عرضية رائعة لم تستغل، وبعد دقيقة واحدة وصلت كرة أخرى على حدود منطقة الجزاء التشيكية إلى المهاجم النشيط كيرجاكوف فأطلق تسديدة خاطفة ذهبت إلى خارج الملعب بجوار القائم الأيمن لتشيك.
ويمكن القول إن أفضل ما قدمه المنتخب التشيكي في لقاء اليوم هو عدم اليأس أو الاستسلام فعلى الرغم من التفوق الواضح للمنتخب الروسي بدنياً ومهارياً إلا أن التشيك احتفظوا بأمل تضييق الفارق في كل هجمة قاموا بشنها على مرمى مالافيف، وبالفعل تحقق للفريق المتأخر ما أراد، ففي الدقيقة 52 أرسل لاعب الوسط ياروسلاف بلاشيل تمريرة بينية هي أفضل ما لعبت جمهورية التشيك طول اللقاء، ووصلت إلى زميله فاتسلاف بيلار، فراوغ الحارس الروسي بمهارة فائقة ثم أودع الكرة في الشباك محرزاً أول أهداف بلاده في أمم أوروبا الحالية.
استوعب المنتخب الروسي صدمة استقباله لهدف مباغت سريعاً، وكاد كيرجاكوف أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 63 عندما تسلم الكرة على حدود منطقة الجزاء ثم توغل سريعاً إلى داخل منطقة الجزاء وأطلق تسديدة قوية أخطأت الشباك بغرابة بعد أن انخلعت لها قلوب كل من كان في الملعب.
مجدداً واصل كيرجاكوف إضاعته للفرص السهلة بغرابة شديدة بتضييعه لهدف محقق في الدقيقة 69 بعد أن سدد الكرة فوق العارضة وهو منفرد تماماً بمرمى حارس تشلسي المخضرم تشيك، وكاد الروس أن يدفعوا ثمناً باهظاً نتيجة إضاعتهم للفرص السهلة، ففي الدقيقة 72 وصلت كرة عرضية تشيكية لُعبت من أقصى اليسار إلى الظهير الأيمن غيبري سيلاسي فسددها الأخير مباشرة فذهبت في الشباك الخارجية للحارس مالافيف، الذي عاد وتألق مجدداً بعد أن تصدى لتسديدة أرضية زاحفة أطلقها بقوة قائد المنتخب التشيكي روزيكي.
وقام أدفوكات بإخراج مهاجمه غير الموفق كيرجاكوف ودفع برومان بافليوتشينكو.
سريعاً استعاد المنتخب الروسي سيطرته على زمام الأمور وتعددت محاولات الاختراق للدفاع التشيكي المفكك والبطيئ في الأساس وفي الدقيقة 79 أثبت بافليوتشينكو أنه كان الاختيار الصائب لأدفوكات عندما مرر كرة بينية ماكرة إلى دزاغوييف فتوغل الأخير داخل منطقة الجزاء ثم أطلق كرة صاروخية سكنت الشباك معلنة الهدف الثالث لروسيا، ولم تمض سوى ثلاث دقائق حتى كان الجميع على موعد مع إبداع روسي آخر من جانب الـ"بديل المثالي" بافليوتشينكو الذي انقض على الكرة داخل منطقة الجزاء التشيكية فراوغ مدافعي المنتخب التشيكي المنهارين ثم أرسل تسديدة رائعة سكنت شباك تشيك معلنة الهدف الرائع للدب الروسي الذي أثبت تماماً أنه سيكون أحد المنافسين بشدة على لقب "يورو 2012".
واستسلم لاعبو المنتخب التشيكي تماماً للهزيمة الثقيلة، وصال المنتخب الروسي وجال بقيادة الداهية آرشافين، وكاد الروس أن يزيدوا غلتهم من الأهداف في أكثر من فرصة في الدقائق الأخيرة، حتى أطلق ويب صافرته معلناً نهاية اللقاء بفوز صريح وقوي للمنتخب الروسي بأربعة أهداف مقابل هدف، فاحتلت روسيا صدارة المجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط فيما حلت بولندا واليونان في المركز الثاني بنقطة وحيدة وتذيلت جمهورية التشيك منتخبات المجموعة دون رصيد من النقاط
تشكيلتا المنتخبين
جمهورية التشيك
لحراسة المرمى : (1) بيتر تشيك
للدفاع : (2) ثيودور غيبري سيلاسي، (3) ميشل كادليتش، (5) رومان هوبنيك، (6) توماس سيفوك
للوسط : (10) توماس روزيكي،(13) ياروسلاف بلاشيل، (14) فاتسلاف بيلار، (19) بيتر غيراسيك
للهجوم : (9) جان ريزك، (15) ميلان باروش.
روسيا
لحراسة المرمى: (16) فياتشيسلاف مالافيف
للدفاع : (2) أليكسندر أنيوكوف، (4) سيرغي إنياتشيفيتش (5) يوري جيركوف (12) بيريزوتسكي
للوسط : (6) رومان شيروكوف، (7) إيغور دنيسوف، (
كونستانتان زيريانوف، (17) ألان دزاغوييف
للهجوم: (10) أندري أرشافين، (11) أليكسندر كيرجاكوف